يعتبر مشروع تربية الأغنام من أقدم وأهم المشاريع بالمغرب، وذلك لكونه مشروع ناجح جدا ومربح بشكل كبير. إذ يهتم الكثيرون في مختلف مناطق المغرب بانشاءه لإنتاج اللحوم والحليب والصوف والجلود والسماد للاحتياجات اليومية، أو لبيعها بالأسواق والمعارض.
ومن أبرز ما يعتمد عليه هذا المشروع، توافر رأس مال وتواجد مزرعة أو مكان مناسب لذلك.
سنقدم لكم في هذا المقال كافة التفاصيل مع شرح مفصل وكامل لإقامة مشروع تربية الأغنام بالمغرب، مع الخطوات اللازمة لتنفيذه ونجاحه وأيضا تحقيق الربح منه.
مزايا مشروع تربية الاغنام بالمغرب:
- لا تحتاج تربية الأغنام إلى رأس مال كبير لإيوائها.
- تتطلب عمل وعمالة أقل مقارنة مع الماشية الأخرى،اذ يمكن لشخصين فقط الاهتمام ب 100 رأس من الأغنام.
- مخزون التغذية رخيص نسبيًا ويمكن مضاعفة القطيع بسرعة
- الأغنام عبارة عن تحويل اقتصادي من العشب الى لحم وصوف
- تأكل الأغنام أنواعًا متنوعة من النباتات مقارنة بأنواع الماشية الأخرى.وبالتالي سيتم التخلص من الأعشاب الضارة.
- على عكس الماعز، فإن الأغنام لا تكاد تلحق الضرر بأي شجرة بالاضافة الى ان فضلات الاغنام تحتوي على العديد من العناصر المفيدة للتربة مما يجعلها من أهم أنواع الأسمدة الزراعية.
- يوفر إنتاج الصوف واللحوم والسماد ثلاثة مصادر مختلفة لدخل للراعي
- يساعد على توفير اللحوم التي يحتاج إليها المواطنون داخل المغرب
كل ما يلزمك لبدء مشروع تربية الاغنام بالمغرب:
1- توافر رأس مال للبدء:
تتطلب تربية الأغنام والعناية بها مبلغا من المال، سواء كان من مالك الخاص أو اقترضه من البنك او يمكنك مشاركة المشروع مع أحد الأصدقاء الذي يتوفر على رأس مال جيد لشراء قطيع لا يقل عن 30 رأس.
2- اختيار مكان المشروع:
وهو مكان تواجد القطيع، فليس من الضروري إنفاق مبالغ ضخمة على حظيرة الاغنام، لكن يجب أن تراعي مجموعة من المعايير للوقاية من بعض الأمراض المتعلقة بالتعفنات والأمراض الرئوية التي يتسبب فيها ضعف التهوية، ومن أهم الشروط التي يجب توفرها فيه هي كون الحظيرة مكان تصله أشعة الشمس لتجنب كثرة السوائل داخلها، ولذلك يجب توجيه الحظيرة الى الشمال الجنوبي عند بنائها.
بالإضافة لحظيرة الغنم يجب توافر مستودع خاص بالتغذية والعلف.
3- اختيار السلالة المناسبة:
المناخ الملائم و الأراضي الخصبة و المساحات الرعوية الشاسعة من بين العوامل التي جعلت من المغرب أحد أهم البلدان المنتجة للأغنام على الصعيدين الإقليمي و القاري، اعتبارا لتوفره على خمس سلالات أصيلة ذات صفات جينية و خاصيات إنتاجية وهي: سلالة السردي، سلالة تمحضيت، سلالة بن كيل، سلالة الدمان و سلالة أبي الجعد.
- سلالة السردي: وموطنها الأصلي جهة الشاوية ورديغة، الحوز تانسيفت وتادلة أزيلال ب 2 مليون و 200 ألف رأس. ويعد السردي من أفضل أنواع الأغنام على الاطلاق بالمغرب لمميزاته الكثيرة كحسن هيئته و جمال وجهه المستطيل وهي سلالة تتميز بقامة كبيرة ( 80 إلى 90 سنتم لدى الذكور)، بيضاء بكاملها، لها سواد بمقدمة الوجه وحول العينين وعند نهاية الأذنين والأرجل، الرأس، العنق، والبطن خالية من الصوف. نلاحظ غياب القرون لدى الإناث في حين نجدها قوية التكوين وبارزة في شكل حلزوني لدى الذكور، لونها عادة أبيض. فضلا عن جودة لحومها ولذتها عند الطهي.اما صوف السردي فهي كثيفة و متجانسة، خالية من البقع أو الشوائب، دون ألياف ملونة. متوسط وزن الجزة الواحدة يصل إلى 2,2 كلغ. نعومة الصوف تتراوح ما بين 50 و 60 حسب سلم برادفورد.
- سلالة بني كيل: وتتواجد بالجهة الشرقية (وجدة، فكيك، جرادة، بولمان و تازة) بمليون و 700 ألف رأس.وتتميز هذه السلالة بتكيفها مع المراعي الجافة و تحملها التقلبات المناخية وهي إحدى أحسن السلالات من حيث إنتاج اللحوم والحليب من حيث الكمية والنوعية، بالإضافة إلى مواصفاتها التي تسمح بأن تستعمل للتهجين الصناعي.وهي سلالة ذات بنية قوية، وذلك يرجع إلى التمثيل الغذائي الجيد لديها والذي يحول الألياف إلى لحوم، وتتميز سلالة بني كيل بقامة متوسطة وجزة بيضاء منفتحة، بطنها ورأسها وأرجلها عارية من الصوف، كستنائية اللون ويمتد هذا التلوين إلى مؤخرة القرون و العنق في جانبه السفلي وكذا القوائم.
- سلالة أبي الجعد: سلالة أبي الجعد أو الصفراء توجد فقط بهضاب الفوسفاط، وتحديدا بمناطق أبي الجعد وواد زم وخريبكة وقصبة تادلة ب 237300 رأس. وتعد هذه السلالة “أبي الجعد” أو “السلالة الصفراء” نسبة للونها الأصفر الباهت، إحدى أهم هذه السلالات التي تتميز بكبر حجمها وارتفاع إنتاجيتها وجودة لحومها وصوفها، و كانت قد برزت هذه السلالة خلال السنوات الأخيرة بعد أن كانت غير معروفة، وذلك بفضل عدد من البرامج التي مكنت من تطوير إنتاجيتها وتحسين خاصياتها الوراثية، ومن ثم جاء الاعتراف بها كسلالة أغنام وطنية نقية محددة المنشأ و ذات صفات مميزة عززت إقبال كسابي المنطقة على تربيتها.
- سلالة تمحضيت :هي سلالة الأطلس المتوسط (مكناس، افران، فاس، بولمان، خنيفرة، بني ملال، أزيلال، الخميسات) وتقدر بـ 1 مليون و 900 ألف رأس. وتتميز بتكيفها مع المرتفعات و جودة بنيتها، وسهولة تسمينها وارتفاع إنتاجيتها، وقدرتها الهائلة على التكيف مع بيئتها، و يلجأ إلى هذه السلالة كثيرا في مجال التهجين الصناعي. وتتوفر هذه السلالة على قامة ووزن متوسط، رأسها متوسط الحجم غسقي اللون، أما لون الأرجل و الصوف فهو أبيض، تتوفر الذكور على قرون بينما تنعدم عند الإناث. كما يوجد صنفان من سلالة تمحضيت: صنف زيان و صنف حمام أزرو.
- سلالة الدمان: تنتشر سلالة الدمان في الجنوب الشرقي المغربي بالواحات الصحراوية (من الراشيدية الى طاطا) بـ 617 ألف رأس.تتميز بطاقتها الانجابية العالية، وتكيفها مع الواحات و المناخ المحلي. ذات قامة قصيرة، ليس لها في الغالب قرون وهي ذات لون بني أو أبيض أو أسود أو خليط منها. وغالبا ما تستخدم في برامج التهجين مع سلالات محلية أخرى.
4- شراء القطيع:
حسب سلالة المنطقة التي تتواجد بها، فيجب شراء قطيع غنم لا يقل عن 30 راس وذلك لضمان تحقيق الربح.
5- توفير التغذية:
تعتبر التغذية عنصرمهم للغاية للأغنام والذي يشكل جزءاً من التكلفة الإنتاجية، فالنعجة إذا كانت تأكل جيدا على مدار السنة يمكن أن تلد خروفين وبالتالي تزداد نسبة الربح، كما يفضل الاعتماد على أراضي المراعي لتوفير الطعام للأغنام؛ حيث تُساهم هذه الأراضي في تأمين طعام مجاني، لكن قد يؤدي ذلك إلى زيادة الفترة المُخصصة لتسمين الأغنام، كما يقلّل إنتاجها للحليب.
6- العمال:
بعد توفير المكان والقطيع والتغذية يجب البحت عن عامل ذو خبرة لرعاية الأغنام (عاملين لكل 100 راس من الغنم) وتقديم الطعام إليها، ويمكن لصاحب المشروع أن يعمل بنفسه.
7- التلقيح:
وهو العنصر الأساسي لضمان سلامة القطيع من عدة أمراض،أشهرها مرض الجدري والحمى القلاعية، إذ يتم جمع الإناث والذكور للتلقيح، وبالعادة تتم عملية تلقيح كافة الأغنام في 45 يوم.
شروط تحقيق الربح من مشروع تربية الاغنام بالمغرب:
- اختيار افضل نوع غنم للتربية: ان اختيار النوع الذي ستعمل عليه في مشروعك يعد موضوع مهم للغاية، لذلك قبل أن تفكر في الاختيار يجب عليك معرفة سلالة الاغنام الموجودة بالمنطقة بالاضافة الى المناخ وذلك لوجود أغنام تتأقلم جيدا مع ظروف مناخية معينة، فنجد غنم يمكنها العيش في المناطق الباردة جدا ويمكنها أن تنتج في ظروف قاسية، بينما توجد أنواع أخرى تحب العيش في مناطق حارة وجافة كالصحراء المغربية ولها القدرة على تحويل القليل من الأعلاف والأعشاب إلى اللحم والشحم، ايضا يجب تحديد نوع الإنتاج الذي تريده لان الأغنام تختلف من حيث الإنتاج، فهناك غنم خاصة بإنتاج الحليب وأخرى لإنتاج اللحم والتسمين السريع، في حين توجد أغنام متخصصة لإنتاج الصوف بغزارة.
- مكان مجهز للتربية: ويفضل ان يكون مكان شاسع كالمزرعة متلا.
- تحديد الهدف الأساسي من المشروع: عدم تحديد هدف لمشروع تربية الأغنام يؤدي إلى فشل في غالب الأحيان، لذلك من الواجب وضع هدف معين للتربية مثلا: اجعل هدفك هو إنتاج اللحوم.
- التوفر على الخبرة المهنية: الخبرة في تربية الأغنام من اهم الامور لضمان نجاح مشروعك، يوجد متل مغربي شهير مفاده أن “الأغنام تعطي لمن يعطيها عكس النحل الذي يعطي فقط لمن أحب” فالاهتمام بالأغنام والتعامل معها يجب أن يكون بحرص سواء أثناء الشراء أوعند تقديم الطعام، ايضا يجب ان يتوفر العمال على خبرة لتسمين الأغنام بشكل جيد الذي ينتج كمية كبيرة وجيدة من اللحوم والحليب مما يؤدي لزيادة الربح.
- التوفر على أراضي الرعي وزراعة الأعلاف: مما لاشك فيه ان وجود أراضي الرعي يساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج الأغنام من اللحوم والحليب وايضا الصوف.
خاتمة:
إذا ظل مشروع الأغنام الخاص بك بصحة جيدة، فأنت في طريقك إلى تحقيق الربح والنجاح. لكن أثناء رعايتك للأغنام، خذ وقتك في عمل ملاحظات دقيقة. فإن إدراك التغييرات في سلوك خروفك يمكن أن يساعدك في الوقاية من الأمراض وتوفير تكاليف إضافية. وعندما تختار خروفك وعلفه ، كن استباقيًا واطرح أسئلة حول مكان شراء حيوانك وأعلافك لتحقيق أقصى استفادة من أموالك وضع نفسك على الطريق لتجربة الثروة الحيوانية الرائعة.