مهارات إدارية

العلوم الإدارية

العلوم الإدارية

يغطي عنوان “العلوم الإدارية” اليوم الأبحاث حول مواضيع مختلفة ويتم إجراؤها من وجهات نظر مختلفة. يمكننا، على الرغم من التعسف المرتبط بأي تصنيف من هذا النوع، أن نميز فيما بينها ثلاثة تيارات:

  •  تيار سياسي قانوني هدفه الأساسي هو تحقيق معرفة أفضل بهياكل وسير عمل إدارة الدولة.
  •  تيار يركز على الإدارة، العامة أو الخاصة، وهو قريب جدًا من اهتماماته للإدارة الحديثة.
  • تيار اجتماعي يجمع معًا جميع الأبحاث التي تشترك في فهم الظواهر الإدارية باستخدام مفاهيم وأساليب علم الإجتماع. يأتي هذا المقال في إطار معالجة المحاور التالية:
  • مفهوم العلوم الإدارية
  • خصائص العلوم الإدارية
  • أقسام العلوم الإدارية
  • أساسيات العلوم الإدارية
  • شروط دراسة العلوم الإدارية
  • مجالات عمل العلوم الإدارية
  • إيجابيات العمل ضمن العلوم الإدارية
  • سلبيات العمل ضمن العلوم الإدارية

مفهوم العلوم الإدارية

العلوم الإدارية عبارة عن دراسة متعددة التخصصات تتضمن وتساعد في صنع القرار وحل المشكلات في المنظمات البشرية. وُجد أن لها روابط قوية بمجالات متعددة مثل الإقتصاد والإدارة والهندسة واستشارات الأعمال وما إلى ذلك. في حين أن أبحاث العمليات توفر بيانات تحليلية وإحصاءات وطرقًا لزيادة كفاءة أنظمة الإدارة، فإن علم الإدارة يطبق هذه الأدوات في مجالات مثل استخراج البيانات والهندسة والتنبؤ الإقتصادي واللوجستيات.

من المعروف أن علم الإدارة يستخدم العديد من المبادئ العلمية والبحثية والطرق التحليلية التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر خوارزميات التعلم الإحصائي والنمذجة الرياضية التي ستساعد على تحسين قدرة المنظمة على حل المشكلات المعقدة والوصول إلى قرار عقلاني. تضمن العلوم الإدارية في البداية أي تطبيق للعلوم على مشاكل الإدارة أو على عملية الإدارة نفسها، ومن ثم فقد اشتملت على بحوث العمليات وتحليل النظم ودراسة نظم المعلومات الإدارية.

خصائص العلوم الإدارية

في المقام الأول هناك خمس خصائص لعلوم الإدارة. هذه الخصائص الخمس هي كما يلي:

فحص العلاقات الوظيفية 

من الحقائق المعروفة أن نشاط قسم ما سيكون له بعض التأثيرات الأخرى على نشاط قسم آخر. هذا هو السبب في أنه من الضروري تحديد جميع التفاعلات المهمة ومعرفة تأثيرها على مؤسستك ككل.

في المراحل الأولية، تم توسيع العلاقة الوظيفية لمشروع علم الإدارة بشكل متعمد من أجل الحصول على تفاعل كبير بين أجزائها وأيضًا بين المكونات ذات الصلة والتأكد من دمجها جميعًا في بيان واحد للمشكلة.

تم فحص المنطقة بأكملها التي تخضع لسيطرة المدير من خلال نظرة عامة على الأنظمة. هذه هي العملية التي توفر الأساس لبدء الإستفسارات في المشكلات التي تؤثر على الأداء على مستويات متعددة.

نهج متعدد التخصصات

المبدأ الأساسي لعلم الإدارة هو أنه ينظر إلى مشكلة من زوايا متعددة ويتعامل معها من اتجاهات متعددة. مع هذا المبدأ البسيط، فإنه قادر على حل مشاكل متعددة.

على سبيل المثال، قد يحل عالم كيميائي مشكلة بمساعدة نظريات مختلفة بينما قد ينظر المهندس إلى عملية التصنيع، أو قد يتعامل عالم الرياضيات مع المشكلة بعلاقات رياضية مختلفة بين طلب المستهلك وقسم التصنيع.

في حين قد  يرى المحاسب المعتمد المشكلة في علاقة إدارة المخزون بين مكون التكلفة والميزانية العمومية للمؤسسة من خلال النظر في التكاليف المختلفة مثل تكلفة النفقات العامة والنفقات وتكاليف العمالة المباشرة.

فهم واكتشاف المشاكل المختلفة للدراسات

هذه هي السمة الثالثة لعلم الإدارة والتي تقول أنه نظرًا لوجود تخصصات متعددة متضمنة في علم الإدارة، فقد يكون من الممكن أثناء حل مشكلة واحدة في مشكلتك ظهور مشكلة أخرى.

نظرًا لأن العديد من المشكلات مرتبطة ببعضها البعض، يجب التعامل معها جميعًا بمنظورات مختلفة وأول شيء هو إدراك وجود مشكلة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن جميع المشاكل المترابطة لا يمكن حلها بطريقة واحدة ويجب استخدام طرق مختلفة.

استخدام نهج عملية النمذجة لحل المشاكل

يستخدم علم الإدارة نهجًا منهجيًا لحل مشكلة ما. كما أنه يستخدم نهج عملية النمذجة وهو نوع من النماذج الرياضية من أجل حل مشكلة ما.

لتطور نفسك بشكل أفضل أنت بحاجة:

تطبيق العلم على صنع القرار

كما ذكرنا سابقًا، يستخدم علم الإدارة العلم ويجمعه مع عملية صنع القرار. هناك العديد من القرارات التي يتم اتخاذها يومًا بعد يوم في العمل. هذه القرارات معقدة وتستند إلى أقسام مختلفة بالإضافة إلى نماذج ومواقف مختلفة في العمل.

في معظم الأحيان بسبب تعقيد المشكلة، تتطلب الشركة استخدام علم الإدارة لحل المشكلة. تعتبر عملية صنع القرار هذه مهمة للشركة ويجب تطبيقها بعناية لأنها تؤثر على المنظمة في مستويات متعددة.

أقسام العلوم الإدارية

نطاق تقنيات علوم الإدارة واسع. تشمل هذه التقنيات:

البرمجة الرياضية

تتعامل البرمجة الرياضية مع النماذج المكونة من وظيفة موضوعية ومجموعة من القيود. تعد البرمجة الخطية والأعداد الصحيحة وغير الخطية والديناميكية والهدفية والعشوائية كلها أنواعًا من البرمجة الرياضية.

البرمجة الخطية

مسائل البرمجة الخطية هي فئة خاصة من مسائل البرمجة الرياضية التي تكون فيها الوظيفة الهدف وجميع القيود خطية. المثال الكلاسيكي لتطبيق البرمجة الخطية هو تعظيم الأرباح بالنظر إلى قيود الإنتاج أو التكلفة المختلفة.

البرمجة الديناميكية

البرمجة الديناميكية هي عملية تقسيم مشكلة كبيرة إلى عدة مشاكل أصغر. النهج هو حل جميع المشاكل الأصغر والأسهل بشكل فردي من أجل الوصول إلى حل للمشكلة الأصلية.

إدارة الأعمال

إدارة الأعمال هي نظام تنسيق جميع مراحل التشغيل من خلال التخطيط. تهتم إدارة الأعمال بالدخل، وبالتالي تهتم بالربحية. إن النظر في الإستخدامات البديلة للموارد الأساسية يعني أنه يجب وضع الميزانية ومقارنة العمليات الإنتاجية المختلفة. هذا يتطلب خطة. تعد ريادة الأعمال من التخصصات التي تفتح العديد من الوظائف لخريجيه سواء في المشاريع الإستثمارية، أو البنوك.

إدارة المشروعات

إدارة المشروع هي تطبيق العمليات والأساليب والمهارات والمعرفة والخبرة لتحقيق أهداف المشروع المحددة وفقًا لمعايير قبول المشروع ضمن المعايير المتفق عليها. إدارة المشروع لها مخرجات نهائية مقيدة بمقياس زمني وميزانية محدودة.

نظم المعلومات الإدارية

من بين التخصصات الجديدة والمعاصرة في علم العلوم الإدارية فهي دراسة الأشخاص والتكنولوجيا والمنظمات والعلاقات فيما بينهم. يساعد المتخصصون في نظم المعلومات الإدارية الشركات على تحقيق أقصى فائدة من الإستثمار في الأفراد والمعدات. 

المحاسبة

تعتبر من بين التخصصات التي تهتم بعملية تسجيل المعاملات المالية المتعلقة بالعمل. حيث تتضمن عملية المحاسبة تلخيص هذه المعاملات وتحليلها والإبلاغ عنها لوكالات الرقابة والهيئات التنظيمية وكيانات تحصيل الضرائب.

الإدارة المصرفية والمالية

يعمل تخصص الإدارة المالية على تخطيط الأنشطة المالية وتنظيمها وتوجيهها ومراقبتها مثل الشراء واستخدام أموال المؤسسة. يعني تطبيق مبادئ الإدارة العامة على الموارد المالية للمؤسسة.

أساسيات العلوم الإدارية

العلم وليس حكم الإبهام

ينص هذا المبدأ على أنه لا ينبغي أن نعلق في روتين محدد مع الأساليب القديمة لأداء العمل، بل يجب أن نجرب باستمرار طرق لتطوير تقنيات جديدة تجعل العمل أبسط وأسهل وأسرع.

الإنسجام وليس الخلاف

وفقًا لهذا المبدأ، يجب إنشاء مثل هذا الجو في المنظمة بحيث يعتبر العمل (العامل الرئيسي للإنتاج) والإدارة كل منهما الآخر أمرًا لا غنى عنه.

التعاون وليس الفردية

وفقًا لهذا المبدأ، يجب أن تتم جميع الأنشطة التي يقوم بها مختلف الأشخاص بروح من التعاون المتبادل. حيث أنه يجب على المدير والعاملين أن يحددوا المعايير بشكل مشترك. هذا يزيد من المشاركة وبالتالي، بدوره يزيد المسؤولية. بهذه الطريقة يمكننا أن نتوقع نتائج خارقة.

تنمية كل شخص لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والإزدهار

وفقًا لهذا المبدأ، يجب الإهتمام بكفاءة كل شخص بشكل صحيح من اختياره. يجب عمل ترتيب مناسب لتدريب الجميع.

كما يجب الحرص على تخصيص عمل لكل فرد وفقًا لقدرته واهتمامه. سيخلق موقف الرعاية هذا إحساسًا بالحماس بين الموظفين وشعورًا بالإنتماء أيضًا.

شروط دراسة العلوم الإدارية

من أجل دراسة العلوم الإدارية في الجامعة يجب أن يكون الطالب حاصلًا على شهادة الثانوية العامة بتقدير جيد على الأقل، وذلك يختلف من جامعة لأخرى من ناحية التقدير والمعايير الضرورية لدراسة التخصص، بالإضافة إلى أنه يجب أن تكون شهادة الثانوية العامة حاصلا عليها في القسم العلمي أو الإداري وبعض الأقسام الأخرى على حسب كل الدولة.

مجالات عمل العلوم الإدارية

تتمثل الإمكانات المهنية لمجال العلوم الإدارية في:

محلل أعمال

محلل الأعمال هو شخص يقوم بتحليل مؤسسة أو مجال عمل (حقيقي أو افتراضي) ويوثق أعمالها أو عملياتها أو أنظمتها، وتقييم نموذج العمل أو تكامله مع التكنولوجيا.

محلل بيانات

يقترح محللو الإدارة، الذين يطلق عليهم غالبًا مستشاري الإدارة، طرقًا لتحسين كفاءة المؤسسة. إنهم ينصحون المديرين حول كيفية جعل المؤسسات أكثر ربحية من خلال خفض التكاليف وزيادة الإرادات.

محلل التسويق

يدرس محللو أبحاث السوق ظروف السوق لفحص المبيعات المحتملة لمنتج أو خدمة. إنها تساعد الشركات على فهم المنتجات التي يريدها الناس، ومن سيشتريها، وبأي سعر.

محلل مالي

يقدم المحللون الماليون إرشادات للشركات والأفراد الذين يتخذون قرارات الإستثمار. يقيمون أداء الأسهم والسندات وأنواع أخرى من الإستثمارات.

إيجابيات العمل ضمن العلوم الإدارية

تطوير مهارات الإدارة الرئيسية

تعتبر المهارات الإدارية الرئيسية التي ستتيح لك أن تكون رصيدًا قيمًا لأي مؤسسة من أهم الأشياء التي تميز دراسة العلوم الإدارية. ستقوم ببناء مجموعة من المهارات للإستجابة للتحديات والتطورات الحالية في الأعمال والمجتمع، مما يمنحك القدرة على اتخاذ قرارات إدارية مستنيرة تأخذ في الإعتبار الآثار الأخلاقية والإقتصادية والإجتماعية. تتضمن بعض مهارات الإدارية الأساسية هذه ما يلي:

  • التفكير النقدي والإستراتيجي
  • الإتصالات
  • حل المشاكل
  • التقارير
  • القيادة
  • إدارة مشروع

التوظيف

الطلاب الذين يختارون دراسة العلوم الإدارية في الجامعة يتمتعون بمهارات قابلة للتحويل مرغوبة للغاية ومعرفة قوية بالأعمال، وهما شيئان يبحث عنهما أصحاب العمل المحتملين. يتم تقديم مجموعة متنوعة من فرص العمل لخريجي العلوم الإدارية في:

  • الإدارة
  • الإستشارات
  • التسويق والدعاية
  • الموارد البشرية
  • البيع بالتجزئة والمبيعات

تمهيد الطريق إلى عالم الأعمال

يعتبر العمل في إدارة الأعمال مثلا مقدمة رائعة لعالم الأعمال إذا لم تكن لديك خبرة سابقة. إنه يوفر رؤى صناعية، مثل اتجاهات السوق وتقارير الصناعة والتي يمكن أن تثبت أنها لا تقدر بثمن وسيتم تشجيعك على تطبيق النظرية الأكاديمية على مواقف العمل الواقعية التي ستساعدك على بدء حياتك المهنية بمجرد التخرج.

الإستقلالية الذاتية 

لن يكون لديك فقط فرص وظيفية رائعة بعد التخرج، ولكن سيكون لديك أيضًا العناصر الأساسية لبدء عملك الخاص كل ما تحتاجه هو فكرة عمل لتبدأ بها. من خلال تطوير مهاراتك في ريادة الأعمال والقدرة على اختبار إطلاق أي أفكار تجارية قد تكون لديك، تضعك درجة إدارة الأعمال على الطريق لتصبح رئيسك في العمل وقد تقابل شريكك التجاري المستقبلي في الجامعة.

التعرف على تخصصات متعددة

إذا لم تكن متأكدًا بنسبة 100 ٪ مما تريد أن تكون عليه مستقبلك المهني، أو كنت ترغب فقط في الحصول على معرفة واسعة، فإن درجة إدارة الأعمال هي اختيار ممتاز. سوف تتعلم لمحة عامة عن وظائف العمل الرئيسية التي تساهم في نجاح الأعمال التجارية وبعد ذلك غالبًا ما تكون قادرًا على التخصص في مجال من اختيارك.  

سلبيات العمل ضمن العلوم الإدارية

على الرغم من المزايا المذكورة أعلاه، يجب أن تؤخذ بعض العيوب في الإعتبار قبل أن تبدأ المنظمة في استخدام هذا النهج. يجب أن تؤخذ العيوب على محمل الجد، على الرغم من أن العديد من هذه العيوب يمكن الحد منها والتحكم فيها من خلال التنفيذ والتخطيط المناسبين. من بين سلبيات العمل ضمن العلوم الإدارية نجد:

  • يتحكم علم الإدارة في عملية صنع القرار داخل المنظمة.
  • يتم اتخاذ القرارات بناءً على نتائج الإطار، باستخدام تحليل العوامل المختلفة وتنفيذ مجموعة متنوعة من المنهجيات. يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض مشاركة الموظفين في صنع القرار، حيث لا يتم التحكم في العملية من خلال المناقشة والرأي، ولكن التركيز على الأرقام والتنبؤات العلمية.
  • يدعم علم الإدارة في جوهره عملية اتخاذ القرار من أعلى إلى أسفل. إذا قرأت آراء خبراء الإدارة، فإن الكثيرين ينادون بعكس النهج التقليدي من أعلى إلى أسفل.
  • عدم مشاركة العاملين في عملية صنع القرار، يعد المؤلف بيتر دي مانديز من بين مؤيدي اتخاذ القرار الجماعي، حيث صرح بأن “الإدارة الجماعية ستبني الشركات وليس اتخاذ القرار من أعلى إلى أسفل”.
  • يتطلب علم الإدارة أيضًا فهمًا للعملية، وهو أمر لا يمتلكه الموظف بالضرورة. قد لا يكون لدى الموظفين فهم جيد لكيفية اتخاذ القرارات والمبرر وراء الإستنتاج، مما قد يجعل نهج الإدارة يبدو مربكًا.

حول الكاتب

رائد الأعمال العربي

فريق متخصص في البحث والدراسة في عدة مجالات ضمن نطاق ريادة الأعمال، ومن أهم المجالات التي نتخصص في الكتابة عنها هي: كيفية إنشاء المشاريع بالسعودية، الإدارة، القيادة، إدارة الموارد البشرية...