مهارات قيادية

القيادة الموقفية

القيادة الموقفية

هناك العديد من أساليب القيادة التي يمكن للقائد تنفيذها ليكون أكثر نجاحًا في مكان العمل. أحد هذه الأساليب هو القيادة الموقفية، وهي عندما يقوم القائد بتعديل نوع قيادته ليناسب موقفًا أو مهمة معينة بشكل أفضل. في هذه المقالة، سنناقش تعريف القيادة الموقفية، وخصائص القيادة الموقفية ومزايا وعيوب هذا النمط من القيادة.

اقرأ أيضا: كيف تصبح قائد ناجح [10 خطوات]

مفهوم القيادة الموقفية

القيادة الموقفية هي أسلوب قيادة يكيّف فيه القائد أسلوبه في القيادة ليناسب بيئة العمل الحالية و احتياجات الفريق. لا يعتمد أسلوب القيادة هذا على مهارات القائد؛ بل يعتمد على قدرة القائد على التكيف مع متطلبات الفريق أو المنظمة من أجل أن يكون قائدًا أفضل وأكثر فاعلية. يمكن أيضًا الإشارة إلى نمط القيادة هذا باسم نظرية القيادة الموقفية. تشجع هذه الإستراتيجية القادة على تقييم أعضاء فريقهم، وموازنة المتغيرات العديدة في مكان عملهم. 

نظرية القيادة الموقفية

تعمل نظرية القيادة الموقفية على افتراض أن الأسلوب الأكثر فعالية للقيادة يتغير من موقف إلى آخر. لكي يكون القائد أكثر فاعلية ونجاحًا، يجب أن يكون قادرًا على تكييف أسلوبه ونهجه مع الظروف المتنوعة.

على سبيل المثال، يعمل بعض الموظفين بشكل أفضل تحت قيادة قائد أكثر استبدادًا وتوجيهًا. بالنسبة للآخرين، سيكون النجاح أكثر إذا تمكن القائد من التراجع والثقة في فريقه لاتخاذ القرارات وتنفيذ الخطط دون مشاركة مباشرة من القائد. 

تحدد النظرية أربعة مناهج رئيسية للقيادة:

  • الإخبار: نهج توجيهي وموثوق. يتخذ القائد القرارات ويخبر الموظفين بما يجب عليهم فعله.
  • الإقناع: لا يزال القائد هو صانع القرار، لكنه يتواصل ويعمل على إقناع الموظفين بدلاً من توجيههم ببساطة.
  • المشاركة: يعمل القائد مع أعضاء الفريق لاتخاذ القرارات معًا. إنه يدعمهم ويشجعهم وهو أكثر ديمقراطية.
  • التفويض: يعين القائد مسؤولية اتخاذ القرار لأعضاء الفريق ولكنه يشرف على عملهم.

تستند نظرية القيادة الموقفية على فرضية أنه لا يوجد أسلوب أفضل للقيادة، وكل هذا يتوقف على الموقف.

خصائص القيادة الموقفية

يقوم القائد الذي ينفذ أسلوب القيادة الموقفية بتقييم منظمة أو فريق وتعديل طريقتهم في القيادة لتلبية الإحتياجات الخاصة للفريق أو المنظمة. يتميز بقدرته على التكيف والمرونة في قيادته ويقيم الموقف بانتظام لضمان قيادته بالطريقة الأنسب والأكثر نجاحًا.

تشمل السمات الشائعة التي يوضحها قائد الموقف أو قادر على توضيحها في مكان العمل ما يلي:

  • التوجيه: تتطلب بعض الفرق أو المنظمات مستوى عاليًا من التوجيه لتحقيق النجاح. القائد فعال في إعطاء التوجيه وتوفير الإشراف المستمر.
  • المرونة: نظرًا لأن قائد الموقف يعدل باستمرار أسلوب قيادته ليناسب الوضع الحالي، يجب أن يكون مرنًا وقادرًا على التكيف على أساس منتظم.
  • التشجيع على المشاركة: غالبًا ما يشجع قادة الموقف أعضاء الفريق على أن يصبحوا أكثر اعتمادًا على الذات من خلال تعزيز المشاركة في القرارات.
  • التفويض: يجب أن يكون قائد الموقف الناجح قادرًا على تفويض المهام لأعضاء الفريق القادرين على العمل بشكل مستقل. هذا صحيح بشكل خاص لأن فريق القائد يصبح أكثر نضجًا تحت إشراف القائد.
  • التدريب المنتظم: غالبًا ما يحتاج قادة الموقف إلى أن يكونوا قادرين على تدريب فريقهم لتشجيع النمو والإستقلالية.
  • الأمانة: يجب أن يكون القائد صادقًا بشأن الموقف وأن يكيف أسلوب قيادته ليناسبه بدلاً من أن يقود بطريقة أكثر فائدة لنفسه فقط.
  •  النزاهة: لا يغير قائد الموقف أسلوبه لمجرد الإستفادة من الموقف. إنهم ببساطة يتكيفون بطريقة هي الأنسب مع مراعاة عوامل مثل مستوى نضج الفريق والهيكل التنظيمي والثقافة والأهداف التي يجب تحقيقها. يفعلون ذلك بنزاهة، ولا تدفعهم الرغبة في الإستفادة بشكل غير عادل من نقاط ضعف الفريق أو المنظمة.
  •  الشجاعة: يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة للقائد لتجربة مناهج القيادة المختلفة ومعرفة أيها مثالي.     فالقائد لا يخشى المخاطرة واعتماد أسلوب قيادة مختلف جذريًا إذا تطلب الموقف ذلك.
  •  رؤية واضحة: لدى قائد الموقف رؤية واضحة حول ما يتجه إليه الفريق. هذا هو ما يسمح للقائد بتحديد واعتماد أكثر السلوكيات والإستراتيجيات فاعلية للوصول إلى الهدف.
  •  التواضع: لا يدعي قائد الموقف أنه يعرف كل شيء. مع مجموعة من الأتباع الناضجين والمتقدمين للغاية، لديه التواضع لقبول القيود والبحث عن الحكمة الأعلى للمجموعة.

القائد الحقيقي قادر على تقييم فريقه بنجاح وتنفيذ أساليب القيادة المختلفة لتلبية احتياجات الفريق في كل موقف. يقدم هؤلاء القادة الدعم عند الحاجة ويشجعون النمو والإستقلالية بين فرقهم لتعزيز زيادة الإنتاجية والنجاح.

أهمية القيادة الموقفية

نظرًا للسلوكيات الديناميكية للسوق، والتغيرات في الطلب والعرض والإضطرابات في التكنولوجيا، فإن أي منظمة تحتاج إلى التكيف بنفس وتيرة تغيرات السوق. تتبنى المنظمة القيادة الموقفية لتحقيق أهداف متقدمة. هناك طلب كبير على القيادة الموقفية بدلاً من الصورة النمطية التقليدية للقيادة. يغير قائد الموقف أسلوبه وفقًا لحالة المنظمة، وهو أمر مطلوب بشدة للمساهمة في جعل الشركة مربحة للغاية.

بعض الدوافع الهامة، حيث تتطلب كل منظمة قادة الموقف:

  • يتمتع قادة أسلوب القيادة الموقفية بالمرونة للتكيف مع أي شيء جيد للمنظمة.
  • يمتلك القادة  أسلوبًا مختلفًا للتعامل مع المواقف المختلفة بمهارات مختلفة عن الموظفين.
  • يزيد قادة الموقف من تحسين الإنتاجية.
  • يمكن للقادة التغلب على الغموض وعدم اليقين.
  • القيادة الموقفية هي نوع من القيادة الموجهة نحو العلاقات، لذلك يتعاون قائد الموقف مع أعضاء الفريق ويشجع الوعي الذاتي من خلال اتخاذ القرار المسؤول لدعم أعضاء الفريق عند الحاجة.
  • القيادة الموقفية هي أسلوب قيادة موجه نحو الأشخاص، لذلك من السهل أن يشرك  القائد في تطلعاته التنظيمية الموظفين لتنفيذ رؤية الشركة بسلاسة.

مزايا القيادة الموقفية

يمكن أن يكون للقيادة الموقفية العديد من الفوائد لكل من القائد والفريق أو المنظمة. تشمل بعض مزايا هذا النوع من القيادة ما يلي:

  • القادة قادرون على استخدام أي أسلوب قيادة يعتقدون أنه الأفضل في موقف معين.
  • يمكن أن يكون أسلوب القيادة الموقفية أكثر راحة للقادة الجيدين الذين يعرفون كيفية استخدامه.
  • هذا النوع من أسلوب القيادة بسيط إلى حد ما، حيث أن كل ما هو مطلوب هو القدرة على تقييم الموقف والتكيف معه.
  • يمكن للقيادة الموقفية أن تخلق بيئة أكثر راحة للموظفين حيث أن أسلوب القيادة المطبق سوف يتناسب عادة مع احتياجاتهم.
  • هذا النوع من القيادة يراعي المستويات المختلفة لتطور الموظفين ويساعد على تلبية مستوى مهارة كل موظف واحتياجاته.

مساوئ القيادة الموقفية

بالإضافة إلى الفوائد، هناك أيضًا عيوب محتملة في تنفيذ أسلوب القيادة الموقفية داخل المنظمة. تشمل العيوب التي يجب مراعاتها عند استخدام هذا النمط من القيادة ما يلي:

  • قد تتسبب القيادة الموقفية في حدوث ارتباك داخل المنظمة، حيث قد يغير قائد الموقف باستمرار نهجه لتلبية احتياجات كل فريق أو فرد.
  • تميل القيادة الموقفية إلى التركيز فقط على الأهداف قصيرة المدى ونتيجة لذلك، قد تتغاضى عن الأهداف طويلة المدى.
  • غالبًا ما لا تعمل القيادة الموقفية بشكل جيد عندما يلزم إكمال المهام المتكررة، لأن هذا النوع من القيادة مرن والعديد من المهام ليست كذلك.
  • تعتمد القيادة الموقفية على قدرة القائد على الحكم على مستوى نضج الموظف. بعض القادة غير قادرين على القيام بذلك بشكل فعال، وبالتالي، قد يوفرون أسلوبًا للقيادة لا يناسب موظفًا أو فريقًا معينًا.

الخلاصة

بعد إجراء مثل هذا التحليل للقيادة الموقفية وأهميتها بالنسبة للمؤسسات، يصبح البحث عن مثل هؤلاء القادة أمرًا ضروريا لكل منظمة. للتعامل مع المواقف الصعبة التي تواجهها.

 وبالتالي فالقيادة الموقفية هي نموذج فعال للإدارة في عالم الأعمال الحديث. لكي تكون رائدًا في هذا النمط  القيادي، يجب أن تتعلم كيف تكيف أسلوب قيادتك. الحيلة للنجاح كقائد موقف هي إيجاد توازن بين التوجيه والتفويض ودعم الفريق وتعزيزه. يجب إيجاد وسيط سعيد بين تلبية احتياجات الموظفين ومتطلبات المهمة حسب الموقف.

حول الكاتب

رائد الأعمال العربي

فريق متخصص في البحث والدراسة في عدة مجالات ضمن نطاق ريادة الأعمال، ومن أهم المجالات التي نتخصص في الكتابة عنها هي: كيفية إنشاء المشاريع بالسعودية، الإدارة، القيادة، إدارة الموارد البشرية...