مهارات وظيفية

أهم صفات فريق العمل الناجح [في عالم المنافسة]

صفات فريق العمل الناجح

لا يخفى على أحدٍ أن العمل الجماعي يُساعد على تحقيق الأهداف بشكلٍ أسرع من العمل الفردي، وأن الحاجة لتشكيل فريق عمل مُدرّب وقادر على إنجاز المهام التي تُكلفها الشركة له ضرورة قصوى ودعامة أساسية لا غنى عنها لأي مشروع.

مفهوم فريق العمل:

الفريق مجموعة من الأفراد يعملون مع بعضهم البعض لأجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة، والبعض يعرف الفريق على أنه مجموعة من الأفراد يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم.

وفرق العمل هي جماعات يتم إنشاؤها داخل الهيكل التنظيمي لتحقيق هدف أو مهمة محددة تتطلب التنسيق والتفاعل والتكامل بين أعضاء الفريق، ويعتبر أعضاء الفريق مسئولين عن تحقيق هذة الأهداف، والفريق في النهاية هو وسيلة لتمكين الأفراد من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة، وغالباً مايستخدم لفظ الجماعة عندما نتحدث عن ديناميكية الجماعة ولكن عندما يكون الحديث عن التطبيقات العملية فأننا نستخدم لفظ فريق العمل.

الهدف من تشكيل فريق عمل ناجح:

الهدف من تشكيل فرق العمل تحقيق أهداف المشروع طبقًا لخطة العمل التي تُقررها الإدارة العليا للشركة عند إعداد دراسات جدوى المشروع، إذن يُمكنني القول أن فريق العمل ما هو إلا أداة تستخدمها الإدارة لتحقيق خطة العمل، ولكي تكتمل قوة وفعالية هذه الأداة فإنه من الواجب اختيار أفضل العناصر فيها لكل مهمة من المهام أي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

أهم صفات فريق عمل ناجح

إن الفريق القوي هو أساس الأعمال عالية الأداء ويمكن أن يتحمل الفريق إلى حد كبير المسؤولية عن النجاح والتشغيل السلس للمؤسسة، إذا لم يعمل الموظفون معًا بشكل جيد فقد تنشأ مشاكل مثل سوء التنظيم، وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية، والصراع داخل مكان العمل.
فيما يلي بعض الصفات التي يمتلكها الفريق الناجح:

1- التواصل الجيد مع بعضهم البعض

يتحدث أعضاء الفرق بصراحة مع بعضهم البعض، ويتشاركون أفكارهم وآرائهم، مع مراعاة ما يقوله الآخرون،التواصل ضروري للتقدم والعمل معًا بكفاءة، يمكن أن يؤدي ضعف الاتصال إلى ترك العمل غير مكتمل.
يجب على المدير ان يطلب من فريقه تقديم اقتراحاتهم بخصوص تطوير العمل، كما أن جلسات النقاش والاجتماعات الدورية تقوّي علاقات الموظفين مع بعضهم وكل ذلك يسهم في إنجاح العمل.

2- التركيز على الأهداف المشتركة والنتائج

يتفقون على أهداف الفريق ويضعونها، يمكن بعد ذلك وضع خطة عمل واضحة حول كيفية تحقيقهم لهذه الأهداف، هذا يوفر لهم وجود اتجاه واضح يعملون عليه بشكل جماعي.
 يسعى أعضاء الفريق إلى  أن تكون أهداف الفريق طموحة بل أن بعضهم يلح على ذلك ويعمل كل منهم على معرفة أهداف الفريق، ولكي يكون الفريق فعالاً يجب أن يقبلها الأعضاء ويلتزموا بها، مع ضرورة التنسيق بين أهداف الفريق وبين الأهداف الشخصية التي يشاطر فيها الأعضاء بعضهم البعض و يتسارعون لتحقيقها، نفس الوقت الذي يعملون فيه معاً لتحقيق هدف الفريق المشترك، ويتوقع من القائد هنا أن يعمل بكل جهده لإقرار وإيضاح الروابط التي تربط بين الأهداف الشخصية للأعضاء، وبين الهدف المشترك للفريق.

3- مساهمة كل فرد في إنجاز العمل

يساهم كل عضو في الفريق بنصيبه العادل من عبء العمل ويفهم تمامًا ما هي مسؤولياته وأين يتناسب مع إدارة العمل. بهذا يشعرون بالانتماء إلى الفريق، ويلتزمون بعملهم، ويهتمون حقًا بنجاح الشركة.

4- الالتزام بالعمل

اعضاء الفرق الناجحة لا ينسحبون عند إشتداد الظروف و تراكم العواقب أمامهم و لا يتوانون عن أداء إلتزامهم تجاه الفريق و أجندته الخاصة، كذلك يظهر إلتزام هؤلاء الأشخاص بشكل واضح من خلال دقتهم في المواعيد و حرصهم على حضور الإجتماعات بوقتها إلى جانب تصميمهم على بذل أقصى جهد لهم في خدمة الفريق كما يظهرون حسا عالي بالمسؤولية يفوق بدرجاته إحساس الآخرين حيث إن همهم الوحيد و الدائم هو حرصهم على رؤية النتيجة النهائية للمشروع الذي عملو عليه و جنيه للنتيجة المرجوة بأفضل وجه على الإطلاق، من صفات عضو الفريق الفاعل و الملتزم أفتخاره بالإنجازات التي يحققها و ثباته في بذل أقصى جهدا له في خدمة الفريق لتحقيق أهدافه.

5- مهارات التفاوض

تميل الفرق الفعالة إلى المرونة والقدرة على إجراء التعديلات عند الحاجة، فاي تغيير في الشركة ييتطلب أن يكون لدى أعضاء الفريق مهارات تفاوض فعالة،من الطبيعي حدوث تغيرات و مشاكل في العلاقات بين أعضاء الفريق، مما يتطلب منهم التعامل مع هذه المشاكل بليونة و اللجوء للنقاش والتفاوض بدل الخصام.

6- تقديم المساعدة لبعضهم البعض

يسعد أعضاء الفريق دائمًا بمساعدة الآخرين عندما يحتاجون إلى يد العون في العمل، غالبًا ما تكون الفرق أكثر إنتاجية عندما يُعرض عليها الدعم من طرف المؤسسة.

7- الدعم الداخلي والخارجي

يؤدي المناخ الداخلي الجيد الى القيام بعمل مناسب ونقصد هنا بالمناخ الجيد، العمل على برنامج تحفيزي يعترف بأنشطة الفريق ويكافئها،و وجود نظام موارد بشرية داعم، يجب أن تدعم البنية التحتية الأعضاء وتعزز السلوكيات التي تؤدي إلى مستويات عالية من الأداء، اما بالنسبة للدعم الخارجي فيجب أن تزود الإدارة الفريق بالموارد اللازمة لإنجاز المهمة.

8- التنويع في أعضاء الفريق

المؤسسات الجيدة تؤمن أن كل شخص فريد من نوعه وسيكون قادرًا على تقديم خبراته ومعرفته التي قد لا يمتلكها الآخرون، هناك حاجة إلى التنوع بحيث يتم تغطية جميع المهارات المطلوبة من قبل شخص ما في الفريق ويمكن تخصيص دور معين لكل فرد على أساس نقاط القوة والمهارات لديه،
يمكن للشخصيات المتنوعة والفئات العمرية المختلفة. والثقافات وما إلى ذلك، أن تنتج لنا أفكار متنوعة وإبداعات كبيرة.

9- القيادة الجيدة

عادة ما يكون لدى الفريق القوي قائد يثق به ويحترمه، يعمل هذا الفرد بشكل أساسي باعتباره الخيط الذي يربط الفريق معًا ويجب أن يكون مسؤولاً عن ضبط سرعة العمل، ويقدم التشجيع والتحفيز، ويبقي جميع أعضاء الفريق على اطلاع دائم بالتغيرات التي تطرأ على العمل.

10- فهم وتوضيح المهام والادوار جماعيا

يجب على القائد الحرص على شرح الهدف من العمل الجماعى لفهم وتوضيح الادوار وذلك لكى يتحمل كل عضو فى الفريق نصيبه من المسئوليه فى اداء اعمال الفريق.

11- التنظيم الجيد

التنظيم ضروري لحسن سير العمل بدون ذلك، يمكن أن يصبح مكان العمل فوضوياً ومن غير الممكن أن تتحقق الأهداف، على الرغم من أن كل فرد يجب أن يكون مسؤولاً عن تنظيم عبء العمل الخاص به، إلا أن الإدارة يجب أن تضمن أن كل شيء يسير وفقًا للمخطط وأن كل عضو في الفريق يكمل عمله بشكل جيد، يمكن أن يساعد عقد اجتماعات منتظمة في التأكد من أن الجميع على نفس الخط وأنه سيتم تسليم العمل عند الموعد النهائي.

12- الاستمتاع خلال العمل

لا ينبغي أن يكون العمل وحده في المركز ونغفل عن بعض المتعة، يمكن أن يؤدي هذا إلى الإرهاق ونقص الإنتاجية، لذلك من المهم ضخ القليل من المتعة في الحياة العملية، تستمتع الفرق التي تعمل معًا بشكل جيد رفقة بعضها البعض وتجتمع خارج المكتب من وقت لآخر للتواصل الاجتماعي والاستمتاع، يمكن أن يؤدي بناء علاقة إيجابية مع زملائك إلى توفير بيئة أكثر استرخاءً وتقليل الصراع.

13- التفكير الإيجابي

فريق العمل الناجح لا يعرف اليأس أو التشاؤم ولا يعرف الهزيمة أو الاستسلام ويعود فضل ذلك إلى تفكيرهم الإيجابي، فهم يرون أنّ الصعوبات والتحديات تكسبهم الخبرة في العمل ويعتبرون أن الفشل بداية الطريق لتحقيق النجاح.

14- التقييم الذاتي وتنويع الأساليب

إن أداء الفريق الناجح  لمهمته، يتطلب نوعاً من المتابعة والتقييم التي يجب أن يكون مصدرها الفريق ذاته، وليس أي مصدر خارجي. ومن هنا فإن فريق العمل الفعال يتقبل الرقابة والتقييم الذاتي من قبل قائد الفريق أو بعض أعضائه أو جميعهم، كما يعمل على تطوير الوسائل والإجراءات والطرق اللازمة للتقييم الذاتي للأداء.

15- احترام صلاحيات المدير

لمدير العمل صلاحيات “بسيطة”، يجب احترامها؛ فهو لا يتدخل في كل الأمور العملية؛ لأنه في الوقت ذاته، يعي جيدًا ضرورة الأدوار الفردية، ووضع خطط عمل تناسب كافة الأفراد؛ حتى يحصل على النتيجة المثالية.
ولا شك في أنَّ اعتماد فريق العمل على نفسه، يعطيه قدرًا كبيرًا من المسؤولية لتقديم أفضل ما لديه، دون الابتعاد عن الخطة الواضحة والهدف المنشود.
ويجب ربط أهداف الفريق بأهدافه الفردية، فإذا كانت أهداف كل عضو، لا تتطابق مع أهداف الفريق، فلا يمكنك تحفيزهم على العمل بأقصى إمكانياتهم.
من هنا، لابد أن يشعر الفرد بأهميته، لاكتمال النسق المميز لمسيرة عمل منفذة بعناية وإتقان.

وأخيرًا إن كنت تمتلك كل هذه الصفات في فريق عمل شركتك، فإنك تمتلك فريق عمل ناجح، ومثالي، ومجتهد لتحقيق أهداف العمل، والذي من خلاله تحقق الاستدامة لشركتك والتميّز دون عناء،لأن النجاحات الكبيرة التي تحققها الشركات تأتي بفضل فرق عملها، فإذا توفرت الصفات السابقة في فريق العمل تأكد بأن النجاح يكون حليفهم دائماً.

حول الكاتب

رائد الأعمال العربي

فريق متخصص في البحث والدراسة في عدة مجالات ضمن نطاق ريادة الأعمال، ومن أهم المجالات التي نتخصص في الكتابة عنها هي: كيفية إنشاء المشاريع بالسعودية، الإدارة، القيادة، إدارة الموارد البشرية...